قصة سیدنا موسی (ع)القرآنیة (دراسة سردیة)

ترجع أهمیة هذه الدراسة إلی مکانة القصّة فی القرآن، علی هذا الأساس قمنا بدراسة قصة سیدنا موسی(ع) من خلال مکوّناتها الأساسیة: (الشخصیة، والزمان، والمکان). تُعدّ الشخصیة من أهمّ العناصر التی ینهض علیها البناء القصصی، نظراً إلی الدور الکبیر والحیوی الذی تؤدّیه فی بناء القصّة، إذ لا وجود للقصّة من غیر شخصیات تتحرّک لتقوم بالدور المرسوم لها. ولتطوّر أحداث القصّة ونماء شخصیاتها صلة وثیقة بما یسمی بالفضاء. ویعدّ الزمن فیها إشکالیة أساسیة مطروحة. ولا ننسی دور المکان فیها. فمن خلال دراسة المکان تتکشّف أوضاع المجتمعات وأوضاع البشر ونفسیاتهم. واقتضت طبیعة هذه الدراسة الإعتماد علی المنهج الوصفی (الاستقرائی - التحلیلی) من أجل الإستنباط ومحاولة الدخول إلی محتوی النص القرآنی، وتقنیات المناهج الحدیثة. وکما استفاد من معطیات النظریات الأدبیة الحدیثة فی تحلیل الأسلوب القصصی فی القرآن، واستعان بالدراسات الحدیثة المتخصصة فی أسالیب القصة بالقدر الذی یقتضیه البحث، مع الحرص علی ما یلائم طبیعة وقداسة النص القرآنی. حیث إستفدنا من نظریة غریماس (greimas) فی تصنیف الإشتغال العاملی للشخصیّة. وعلی حسب هذه النظریة، سندرس عوامل محددة. وسنعالج بالإشتغال العاملی شخصیة موسی فی القصّة، کعامل الذات، عامل الموضوع والمخاطب وعامل المرسل والمرسل إلیه ... وماهیة الشخصیات القصصیة من حیث البنیة الفیزیائیة والنفسیة الثقافیة. وعلاوة علی ذلک قمنا بدراسة علاقات الترتیب کالإسترجاع والإستباق وعلاقات الدیمومة: کالتلخیص والمشهد والقفزة، لکی نصل إلی النتیجة النافعة بإستعانة هذه العلاقات والعوامل التی تقوم به من ترویح عن النفس، وتثقیف للعقل بالحکمة، ولقدرتها علی تنویر أفکار المجتمع، و تربیة الفکر بالموعظة الحسنة.